وقفة مع آية : ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ... )
بسم الله الرحمن الرحيم
( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ
فَمَنْشَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ
وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ
يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ
وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ(185))
سورة البقرة , ص 28
وفي هذه الآية الموجبة الناسخة لرخصة الإفطار والفدية بالنسبة للصحيح المقيم ,
(فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ)
أي من حظر منكم الشهر غير مسافر أو من رأى منكم هلال الشهر
ولما كان هذا نصا عاما فقد عاد ليستثنى منه ,من كان مريضا أو على
سفر , :
(وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ )
وهنآ تحبيب ثالث في أداء الفريضة وبيان لرحمة الله في التكليف
والرخصة سواء , :
(يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ)
وهذي هي القاعدة الكبرى في تكاليف هذه العقيدة كلها
فهي ميسره لاعسر فيها , وهي توحي للقلب الذي يتذوقها بسهوله واليسر
في أخذ الحياة كلها وقد جعل الصوم للمسافر والمريض في أيام أخر لكي
يتمكن المضطر من إكمال عدة أيام الشهرفلا يضيع عليه أجرها, :
(وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ )
والصوم على هذا نعمة تستحق التكبير والشكر, :
(وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )
فهذه غاية من غايات الفريضة أن يشعر الذين امنوا بقيمة الهدى
الذي يسره الله لهم وهم يجدون هذا في أنفسهم في فترة الصيام أكثر
من كل فتره ليكبروا الله على هذه الهداية وليشكروه على هذه النعمة
وتلفيء قلوبهم إليه بهذه الطاعة
كان السلف إذا دخل رمضان، أكثروا قراءة القرآن،
ولزموا الذكر كل آن ، ورقعوا ثوب التوبة بالغفران،
لأنّه طالما تمزق بيد العصيان.
هذا شهر الآيات البينات، وزمن العظات، ووقت الصدقات،
وليس لقراءة المجلات،والمساجلات، وقتل الأوقات، والتعرض للحرمات.
شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، هداية للبشرية، وصلاحاًللإنسانية ،
ونهاية للوثنية . القرآن حيث أصلح الله به القلوب، وهدى به الشعوب،
فعمت بركته الأقطار ودخل نوره كل دار.
أما آن في هذآ الشهر أن نعرف أين نحن من القرآن !!