المدير Admin
الابراج : عدد المساهمات : 116 نقاط : 29424 تاريخ الميلاد : 05/02/1997 تاريخ التسجيل : 14/08/2011 العمر : 27
| موضوع: التطبيقات العملية للشخصية الصالحة الجذّابة ؟ 8/16/2011, 5:35 pm | |
| التطبيقات العملية للشخصية الصالحة الجذّابة ؟ إنّ العيّنات التي يمكن أن تُذكر هنا كثيرة جدّاً ، فما مرّ معنا من قواعد وآداب للسلوك لم تكن مجرّد شعارات أو توصيات معلّقة في الفضاء وإنّما خضعت لتجربة إنسانية طويلة كشفت عن مدى أثرها في التعامل الاجتماعي ، ونظراً لضيق المجال سنورد بعض الأمثلة للتدليل لا للحصر : 1 ـ أمسك غضبك كما تمسك فم القربة الملآن : « جاء عن أنس ، قال : كنت مع النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وعليه بُرد غليظ الحاشية ، فجذبه أعرابي بردائه جذبة شديدة حتّى أثرت حاشية البُرد في صفحة عاتقه ، ثمّ قال : يا محمّد ! إحمل لي على بعيريّ هذين من مال الله الذي عندك، فإنّك لاتحمل لي من مالك ولا مال أبيك. فسكت النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ثمّ قال : المال مال الله وأنا عبده ، ثمّ قال : ويقادُ منك يا إعرابي ما فعلت بي ؟ قال : لا . قال : لم ؟ قال : لأ نّك لا تكافئ بالسيِّئة السيِّئة ، فضحك النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ثمّ أمر أن يُحمل له على بعير شعير ، وعلى الآخر تمر » . 2 ـ أحسن وفادة أخيك وأكرمه .. تكسب قلبه : «عن أبي محمّد الحسن العسكري (عليه السلام) قال : ورد على أمير المؤمنين أخوان له مؤمنان ، أب وابن ، فقام إليهما واكرمهما وأجلسهما في صدر مجلسه ، وجلس بين يديهما ، ثمّ أمر بطعام فاُحضر فأكلا منه ، ثمّ جاء قنبر (خادمه) بطست وابريق خشب ومنديل ، فأخذ أمير المؤمنين (عليه السلام) الإبـريق فغسل يد الرجل بعد أن كان الرجل يمتنع من ذلك ، وأقسم له أمير المؤمنين (عليه السلام) أن يغسل مطمئناً ، كما كان يغسل لو كان الصابّ عليه قنبر فغسل ، ثمّ ناول الإبريق محمّد بن الحنفية ( إبنه ) وقال : يا بنيّ ! لو كان هذا الابن حضرني دون أبيه لصببت على يده ، ولكنّ الله عزّ وجلّ يأبى أن يسوّي بين ابن وأبيه إذا جمعهما في مكان ، ولكن قد صبّ الأب على الأب ، فليصبّ الابن على الإبن ، فصبّ محمّد بن الحنفيّة على الابن » . 3 ـ أسلوب النقد الحكيم يفتح أسارير المنقود لتقبّل النقد : « مرّ الحسن والحسين (عليهما السلام) على شيخ يتوضّأ ولا يحسن ، فأخذا في التنازع ، يقول كلّ واحد منهما أنت لا تحسن الوضوء ، فقالا : أ يُّها الشيخ ! كن حكماً بيننا ، سيتوضّأ كلّ واحد منّا ، فتوضّآ ثمّ قالا : أ يُّناً يُحسن ؟ قال : كلاكما تحسنان الوضوء ، ولكن هذا الشيخ الجاهل هو الذي لم يكن يحسن وقد تعلّم الآن منكما » . 4 ـ اللّباقة في فضّ المنازعة فنٌّ يجدر أن نُحسنه : جرى بين الحسين وبين (أخيه) محمّد بن الحنفية كلام ، فكتب ابن الحنفية إلى الحسين : « أمّا بعد يا أخي فإنّ أبي وأباك علي لا تفضلني فيك ولا أفضلك ، وأمّك فاطمة بنت رسول الله ، لو كان ملء الأرض ذهباً ملك أمّي ما وفّت بأمّك ، فإذا قرأت كتابي هذا فصر إليَّ حتّى تترضاني، فإنّك أحقّ بالفضل منِّي، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته». ففعل الحسين (عليه السلام) فلم يجرِ بعد ذلك بينهما شيء . 5 ـ أعظم أسلوب في فنّ التواصل .. مقابلة الإساءة بالإحسان : « وقف على عليّ بن الحسين (عليه السلام) رجلٌ من أهل بيته فأسمعه وشتمه فلم يكلِّمه ، فلمّا انصرف قال لجلسائه : لقد سمعتم ما قال هذا الرجل وأنا أحبّ أن تبلغوا معي إليه حتّى تسمعوا منِّي ردّي عليه . فقالوا له : نفعل ، ولقد كنّا نحبّ أن تقول له وتقول ، فأخذ نعليه ومشى وهو يقول : (والكاظمين الغيط والعافين عن النّاس والله يحبّ الـمُحسنين ) فقلنا : إنّه لا يقول له شيئاً . قال : فخرج حتّى أتى منزل الرجل ، فصرخ به ، فقال : قولوا له هذا عليّ بن الحسين . قال : فخرج متوثباً للشرّ وهو لا يشكّ إنّه إنّما جاء مكافئاً له على بعض ما كان منه . فقال له عليّ بن الحسين : يا أخي ! إنّك وقفت عليّ آنفاً وقلت ، فإن كنت قلتَ ما فيّ فأستغفر الله منه ، وإن كنت قلتَ ما ليس فيّ فغفر الله لك !! قال : فقبّل الرجل بين عينيه ، وقال : بل قلت فيك ما ليس فيك وأنا أحقّ به » ! 6 ـ لا تتميّز على الآخرين .. كُن كأحدهم يمحضوك الحب : « كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في سفر فأمر باصلاح شاة ، فقال رجل : يا رسول الله ! عليَّ ذبحها ، وقال آخر : عليّ سلخها ، وقال آخر : عليّ طبخها ، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : وعليّ جمع الحطب ، فقالوا : يا رسول الله ! نحن نكفيك ، فقال : قد علمت أ نّكم تكفونني ، ولكن أكره أن أتميّز عليكم فإنّ الله يكره من عبده أن يراه متميِّزاً بين أصحابه ، وقام فجمع الحطب » . 7 ـ أنصف الناس من نفسك .. إعطِ لكلّ ذي حق حقّه .. تُسعِد وتَسعَد : « قال سوادة بن قيس للنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في أيّام مرضه : يا رسول الله ! إنّك لمّا أقبلت من الطائف استقبلتك وأنت على ناقتك العضباء وبيدك القضيب الممشوق، فرفعت القضيب وأنت تريد الراحلة فأصاب بطني ، فأمره النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يقتصّ منه ، فقال : اكشف لي عن بطنك يا رسول الله ، فكشف عن بطنه ، فقال سوادة : أتأذن لي أن أضع فمي على بطنك ، فأذن له ، فقال : أعوذ بموضع القصاص من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من النار يوم النار . فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : يا سوادة بن قيس ! أتعفو أم تقتصّ ؟ فقال : بل أعفو يا رسول الله ، فقال : اللّهمّ اعف عن سوادة ابن قيس كما عفا عن نبيّك محمّد » ! 8 ـ تعلّمتُ من الحياة .. أنّ الشتيمة تعاقب نفسَها : « سمع أمير المؤمنين (عليه السلام) رجلاً يشتم قنبراً ، وقد رام قنبر أن يردّ عليه ، فناداه أمير المؤمنين (عليه السلام) : مهلاً يا قنبر دع شاتمك مهاناً ، ترضي الرّحمن وتسخط الشيطان ، وتعاقب عدوّك ، فوالذي خلق الحبّة وبرأ النسمة ما أرضى المؤمن ربّه بمثل الحلم ، ولا أسخط الشيطان بمثل الصمت ، ولا عوقب الأحمق بمثل السكوت عنه » . 9 ـ أفضل السعي في سبيل الله.. قضاء حاجة أخيك المؤمن: « دخل على جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام) رجل وشكا له تعذّر الكراء، فقال (عليه السلام) لصفوان الجمّال : قم وأعن أخاك على قضاء حاجته، فقام صفوان وذهب مع الرجل فيسّر الله له كراه ، ثمّ رجع صفوان إلى مجلس الإمام (عليه السلام) فسأله : ما صنعت في حاجة أخيك ؟ قال : قضاها الله . فقال (عليه السلام) : أمّا إنّك إذا أعنت أخاك المسلم أحبّ إليَّ من طواف أسبوع في البيت الحرام » !
منقول للفائدة بإذن الله | |
|